في 12 يونيو 2025، أدى تغيير بسيط ظاهرياً في سياسات بنية Google Cloud التحتية إلى سلسلة من الأعطال المتتابعة التي تسببت في توقف أجزاء كبيرة من الإنترنت لعدة ساعات، مما أثر على ملايين المستخدمين والشركات حول العالم.
بدأت الحادثة في الساعة 10:51 صباحاً بتوقيت المحيط الهادئ، عندما تم إدراج تحديث للسياسات يحتوي على حقول فارغة غير مقصودة في قواعد بيانات Spanner الإقليمية لدى Google Cloud. هذا التغيير فعّل شيفرة برمجية خاملة تم نشرها في 29 مايو لكنها لم تُختبر بشكل كافٍ. الشيفرة، التي كانت تفتقر إلى معالجة الأخطاء المناسبة وحماية أعلام الميزات، واجهت قيماً فارغة (null) لم تستطع معالجتها، مما أدى إلى تعطل وحدات التحكم بالخدمات (Service Control binaries) في عدة مناطق في الوقت نفسه.
أثر هذا الخلل بشكل خاص على وظيفة إدارة الهوية والصلاحيات (IAM) لدى Google، وهي المسؤولة عن تفويض الطلبات وتحديد ما يمكن للمستخدمين والخدمات المصادق عليهم القيام به. ومع تعطل خدمات IAM، انتشرت الأعطال بسرعة إلى مكونات سحابية حيوية مثل App Engine وFirestore وCloud SQL وBigQuery وMemorystore.
كان تأثير الانقطاع واسع النطاق، حيث طال خدمات Google نفسها ومنصات الطرف الثالث أيضاً. أصبحت تطبيقات Google Workspace مثل Gmail وDrive وDocs وMeet غير متاحة. كما تعرضت منصات استهلاكية كبرى مثل Spotify (حيث تأثر حوالي 46,000 مستخدم)، وDiscord، وSnapchat، وTwitch لتوقفات كبيرة. وتضررت خدمات الذكاء الاصطناعي بشكل خاص، حيث أبلغت OpenAI عن مشكلات في المصادقة، بينما توقفت منصات برمجة الذكاء الاصطناعي مثل Cursor وReplit عن العمل تماماً.
تمكن فريق هندسة موثوقية المواقع في Google من تحديد السبب الجذري خلال 10 دقائق وبدأ بتنفيذ إجراءات التخفيف خلال 40 دقيقة. ومع ذلك، استغرقت عملية الاستعادة الكاملة وقتاً أطول بكثير، حيث شهدت بعض المناطق (وخاصة us-central1) انقطاعات مطولة استمرت حتى ثلاث ساعات. وانتهت الحادثة رسمياً في الساعة 20:49 بتوقيت UTC (1:49 ظهراً بتوقيت المحيط الهادئ).
تعد هذه الحادثة تذكيراً صارخاً بالاعتماد المتزايد للإنترنت على بنية الحوسبة السحابية التحتية. وكما أقر توماس كوريان، رئيس Google Cloud: "نأسف للإزعاج الذي تسببنا به لعملائنا". وقد أثارت الحادثة نقاشات حول الحاجة إلى تعزيز معالجة الأخطاء، وتحسين إجراءات الاختبار، وتنويع الاعتماد على الخدمات السحابية لتفادي تكرار مثل هذه الأعطال مستقبلاً.