menu
close

ثورة التقاط الحركة بالذكاء الاصطناعي تعيد تعريف تحليل الأداء الرياضي

تعمل تقنية التقاط الحركة بدون علامات، والمدعومة بالذكاء الاصطناعي، على تغيير طريقة تدريب الرياضيين وأدائهم. تتيح هذه التقنية للمدربين والعلماء الرياضيين تتبع الحركة دون الحاجة إلى معدات معقدة، وتوفر رؤى فورية لم يكن من الممكن الحصول عليها سابقاً خارج المختبرات. ومع توقع وصول سوق الذكاء الاصطناعي في الرياضة إلى 26.94 مليار دولار بحلول عام 2030، تعد هذه الابتكارات بجعل تحليلات الأداء المتقدمة متاحة للجميع في مختلف المستويات الرياضية.
ثورة التقاط الحركة بالذكاء الاصطناعي تعيد تعريف تحليل الأداء الرياضي

في عالم الرياضة، غالباً ما يُقاس الفارق بين النجاح والفشل بجزء من الثانية. لاعب كريكيت يعدل وضعية قدمه، عداء يصقل تقنية انطلاقته، أو لاعب كرة قدم يتقن تمريراته—هذه التعديلات الصغيرة قد تصنع الفارق بين الفوز والهزيمة.

لطالما اعتُبر التقاط الحركة التقليدي المعيار الذهبي لتحليل حركة الرياضيين، لكن قيوده حالت دون انتشاره الواسع. تتطلب الأنظمة التقليدية ارتداء الرياضيين لعلامات عاكسة وبدلات خاصة أثناء الأداء في بيئات مختبرية محكمة. وغالباً ما تصل تكلفة هذه الأنظمة إلى عشرات الآلاف من الدولارات، ما يجعلها مقتصرة على الفرق النخبوية والمراكز البحثية ذات التمويل العالي.

لكن الذكاء الاصطناعي يغير هذا المشهد بشكل جذري. فالتقاط الحركة بدون علامات، والمدعوم بتقنيات التعلم العميق والرؤية الحاسوبية، يتيح تتبع الحركة مباشرة من مقاطع الفيديو دون الحاجة إلى علامات مادية. تتطور هذه التقنية بسرعة، مع شركات مثل Theia التي تقود الطريق من خلال تحديث برنامجها لعام 2025 "Theia Axiom"، والذي يدعم أحدث بطاقات الرسوميات من سلسلة NVIDIA RTX 50 لتعزيز قدرات المعالجة.

يقول البروفيسور حبيب نوربهاي، عالم الصحة والرياضة والمؤلف المشارك في دراسة حديثة حول هذه التقنية: "يوفر التقاط الحركة بدون علامات بديلاً عملياً يمكن الوصول إليه وتطويره وتكييفه مع البيئات الواقعية. إنها نقلة نوعية تعد بإعادة تشكيل كيفية تدريب الرياضيين، وكيفية حركتهم، وكيفية تقييم الإصابات، وكيفية تطوير الأداء من قبل المدربين".

تتعدد تطبيقات هذه التقنية بشكل كبير. ففي مجال التأهيل، يمكن لأخصائيي العلاج الطبيعي مراقبة أوجه القصور الحركي في الوقت الفعلي، ما يسمح للرياضيين المتعافين من إصابات مثل تمزق الرباط الصليبي الأمامي بمراقبة مشيتهم وزوايا الركبة عن بُعد. أما في تحسين الأداء، فيمكن للمدربين تحليل ميكانيكا الحركة في بيئات طبيعية بدلاً من المختبرات الاصطناعية.

ورغم أن الأنظمة الخالية من العلامات ما زالت تواجه تحديات—مثل مشكلة اختفاء بعض أجزاء الجسم مؤقتاً عن الكاميرا أو تأثير الإضاءة على دقة التتبع—إلا أن التقنية تتطور بسرعة. وتُظهر الدراسات الحديثة نتائج واعدة، رغم أن الباحثين يشيرون إلى الحاجة لمزيد من التحسين قبل أن تتمكن هذه الأنظمة من استبدال الأنظمة التقليدية بشكل كامل في جميع التطبيقات.

يشهد سوق الذكاء الاصطناعي في الرياضة نمواً هائلاً، حيث تشير التوقعات إلى ارتفاعه من 7.63 مليار دولار في 2025 إلى 26.94 مليار دولار بحلول 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 28.69%. ويقود هذا النمو التبني المتزايد لتقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع جوانب الرياضة، من تحليل الأداء إلى الوقاية من الإصابات وتعزيز تفاعل الجماهير.

ومع تطور نماذج الذكاء الاصطناعي وتقدم تقنيات الاستشعار، ستزداد دقة الأنظمة الخالية من العلامات. ومن المرجح أن يشهد المستقبل تكامل عدة تقنيات معاً بدلاً من استبدال إحداها بالكامل، مما يخلق إطاراً سلساً لتحليل الحركة يناسب مختلف السياقات والاحتياجات.

وبالنسبة للرياضيين في جميع المستويات، تعني هذه الثورة التكنولوجية أن تحليلات الأداء المتقدمة أصبحت في متناول اليد أكثر من أي وقت مضى. فما كان متاحاً فقط للمحترفين أصبح اليوم متاحاً لفرق الجامعات، وبرامج تطوير المواهب، وحتى الهواة المتحمسين—مما يساهم في ديمقراطية علوم الرياضة ويعيد تشكيل المنافسة الرياضية بطرق لم تكن متخيلة من قبل.

Source: The Conversation Africa

Latest News