برزت شركة أنثروبيك كقوة مهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي المؤسسي، حيث تجاوز نمو إيراداتها جميع المقارنات التاريخية في قطاع البرمجيات كخدمة. فقد بلغت الإيرادات السنوية للشركة 3 مليارات دولار بنهاية مايو 2025، في تسارع لافت من مليار دولار في ديسمبر 2024، مع إضافة مليار دولار خلال الفترة من مارس إلى مايو فقط.
ويعود هذا النمو الاستثنائي بشكل أساسي إلى نموذج الشركة القائم على تقديم الذكاء الاصطناعي كخدمة، خاصة في مهام البرمجة وتطوير البرمجيات. ووفقاً لشبكة CNBC، ارتفعت إيرادات أنثروبيك السنوية من توليد الشيفرات البرمجية عشرة أضعاف في الربع الأخير من 2024. وقد اكتسبت نماذج كلود من الشركة زخماً كبيراً بين الشركات التي تبحث عن قدرات ذكاء اصطناعي متقدمة للمهام المعقدة.
وتشمل قاعدة عملاء أنثروبيك من المؤسسات شركات تقنية بارزة مثل GitLab وCursor وReplit، إلى جانب شركات كبرى مثل Intuit وPfizer وSalesforce وAsana وDoorDash وCanva. وتستفيد هذه المؤسسات من القدرات المتقدمة لنماذج كلود في مجالات تتراوح من توليد الشيفرات البرمجية إلى العمليات التجارية المعقدة.
ووصلت الشركة إلى علامة فارقة في مايو 2025 بإطلاقها نماذج كلود أوبوس 4 وكلود سونيت 4، وهي أكثر نماذج الذكاء الاصطناعي تقدماً حتى الآن. وتستطيع هذه النماذج الحفاظ على التركيز والأداء لمدة تصل إلى سبع ساعات متواصلة — أي ما يعادل يوم عمل كامل — ما يمثل طفرة في إنتاجية الذكاء الاصطناعي. وقد تم تصنيف كلود أوبوس 4 كأفضل نموذج برمجة في العالم، محققاً نتيجة 72.5% في اختبار SWE-bench لهندسة البرمجيات، متفوقاً بشكل كبير على نموذج GPT-4.1 من OpenAI الذي سجل 54.6%.
وقد جذب النمو السريع لأنثروبيك استثمارات ضخمة، حيث جمعت الشركة 3.5 مليار دولار في مارس 2025 بقيمة سوقية بعد التمويل بلغت 61.5 مليار دولار. كما حصلت على تسهيلات ائتمانية بقيمة 2.5 مليار دولار في مايو لدعم توسعها المستمر. وبينما تتوقع OpenAI تحقيق إيرادات إجمالية بقيمة 12 مليار دولار في 2025، فإن استراتيجية أنثروبيك التي تركز على قطاع الأعمال جعلتها المعيار الذهبي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي المؤسسي.
ويتوقع محللو القطاع استمرار نمو أنثروبيك، مع إمكانية وصول الإيرادات إلى 34.5 مليار دولار بحلول 2027 وفقاً لتقديرات الشركة المتفائلة. ومع تزايد اعتماد المؤسسات على الذكاء الاصطناعي في المهام الحيوية، فإن تركيز أنثروبيك على نماذج موثوقة وقادرة على العمل بشكل مستقل لفترات طويلة يضعها في طليعة ثورة الذكاء الاصطناعي المؤسسي.