في تطور لافت يعكس حدة المنافسة على استقطاب المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، تمكنت شركة ميتا بلاتفورمز من جذب أحد أبرز التنفيذيين في آبل، روومينغ بانغ، بعرض تعويضي يُقال إنه يصل إلى عشرات الملايين من الدولارات سنوياً.
كان بانغ يدير سابقاً فريق نماذج الذكاء الاصطناعي الأساسي في آبل، والذي يضم حوالي 100 موظف، وكان مسؤولاً عن تطوير النماذج التي تعتمد عليها ميزات Apple Intelligence مثل تلخيص البريد الإلكتروني، والإشعارات ذات الأولوية، وGenmoji. ويُعد رحيله انتكاسة جديدة لجهود آبل في الذكاء الاصطناعي، والتي تعرضت لانتقادات بسبب تأخرها عن المنافسين.
وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرغ، الطموحة لبناء قسم الذكاء الاصطناعي الجديد 'الذكاء الفائق'. وقد عملت ميتا بشكل منهجي على استقطاب أفضل المواهب من مؤسسات الذكاء الاصطناعي الأخرى مثل OpenAI وAnthropic وScale AI، وسط تقارير عن إحباط زوكربيرغ من وتيرة تقدم ميتا في هذا المجال.
ويكتسب التوقيت أهمية خاصة، إذ يأتي بعد إعلان آبل في يونيو عن توسيع شراكتها مع OpenAI خلال مؤتمر المطورين العالمي لعام 2025. وكانت آبل قد أجرت محادثات سابقة مع ميتا حول إمكانية دمج نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاص بميتا ضمن ميزات Apple Intelligence، إلا أن تلك المباحثات لم تتجاوز المراحل الأولية. ووفقاً لتقرير بلومبيرغ، فقد رفضت آبل فكرة التكامل الأعمق مع ميتا في مارس الماضي.
وتعتمد استراتيجية آبل في الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد على الشراكات، وعلى رأسها التعاون مع ChatGPT من OpenAI. كما أفادت تقارير بأن الشركة ناقشت أيضاً إمكانية التكامل مع نماذج Google Gemini وAnthropic وPerplexity. ويُعد هذا النهج تحولاً عن سياسة آبل التقليدية القائمة على تطوير التكنولوجيا داخلياً والحفاظ على نظام بيئي مغلق.
ويرى محللون في القطاع أن رحيل بانغ قد يؤدي إلى مزيد من الاستقالات ضمن فريق الذكاء الاصطناعي في آبل، خاصة مع تراجع الروح المعنوية نتيجة النقاشات حول الاعتماد على نماذج الذكاء الاصطناعي الخارجية بدلاً من تطويرها داخلياً. ومع تصاعد سباق الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن يستمر انتقال الكفاءات بين عمالقة التقنية في رسم ملامح المنافسة المستقبلية.