أعلنت جوجل عن توسيع ميزة "ميزانيات التفكير" المبتكرة لتشمل Gemini 2.5 Pro، وهو النموذج الأكثر تقدمًا في مجال الاستدلال بالذكاء الاصطناعي لدى الشركة، وذلك بعد نجاح تطبيقها في Gemini 2.5 Flash في وقت سابق من هذا العام.
تمثل ميزة ميزانيات التفكير تطورًا كبيرًا في إدارة تكاليف الذكاء الاصطناعي، حيث تتيح للمطورين التحكم الدقيق في مقدار القدرة الحاسوبية المخصصة لحل المشكلات المعقدة. من خلال هذه الميزة، يمكن للمستخدمين تحديد الحد الأقصى لعدد الرموز التي يستخدمها النموذج في عمليات التفكير الداخلية قبل توليد الرد، أو حتى إيقاف خاصية التفكير تمامًا للمهام البسيطة.
وقالت جوجل في إعلانها: "أطلقنا 2.5 Flash مع ميزانيات التفكير لمنح المطورين مزيدًا من التحكم في التكاليف من خلال تحقيق التوازن بين سرعة الاستجابة والجودة. ونحن الآن نوسع هذه الإمكانية إلى 2.5 Pro". وأكدت الشركة أن Gemini 2.5 Pro مع ميزة الميزانيات سيكون متاحًا للاستخدام الإنتاجي المستقر خلال الأسابيع المقبلة.
ويعالج هذا التطوير تحديًا جوهريًا في سوق الذكاء الاصطناعي اليوم، حيث أن زيادة قدرات الاستدلال غالبًا ما تؤدي إلى ارتفاع في كل من زمن الاستجابة والتكلفة. فعلى سبيل المثال، مع Gemini 2.5 Flash، يؤدي تفعيل الاستدلال إلى زيادة تكلفة المخرجات بنحو ستة أضعاف — من 0.60 دولار إلى 3.50 دولار لكل مليون رمز. ومن خلال تطبيق ميزانيات التفكير، يمكن للشركات تحسين نشر الذكاء الاصطناعي بناءً على حالات الاستخدام المحددة، بحيث يتم تفعيل الاستدلال فقط عند الحاجة.
وتبرز أهمية هذه الميزة بشكل خاص للعملاء من قطاع الأعمال الذين يحتاجون إلى إدارة تكاليف نشر الذكاء الاصطناعي بعناية مع الاستفادة من القدرات المتقدمة. فبالنسبة للاستفسارات البسيطة مثل الترجمة أو استرجاع المعلومات الأساسية، يمكن تعطيل التفكير لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة في التكاليف. أما في المهام المعقدة التي تتطلب استدلالًا متعدد الخطوات، مثل حل المسائل الرياضية أو التحليل المتعمق، فيمكن تفعيل وظيفة التفكير وضبطها بدقة.
ومع تزايد دمج الذكاء الاصطناعي في سير العمل المؤسسي، تعكس استراتيجية جوجل في تخصيص قدرات الاستدلال نضج السوق، حيث أصبح تحسين التكاليف وضبط الأداء لا يقل أهمية عن القدرات التقنية نفسها — مما يشير إلى مرحلة جديدة في تسويق تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.