تحدت دراسة رائدة السرد السائد حول تعزيز مساعدي البرمجة بالذكاء الاصطناعي لإنتاجية المطورين بشكل عام.
أجرت منظمة تقييم النماذج والبحث في التهديدات (METR) تجربة عشوائية محكمة لقياس تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي في أوائل عام 2025 على إنتاجية مطوري المصادر المفتوحة ذوي الخبرة أثناء عملهم على مستودعاتهم الخاصة. والمفاجأة أن المطورين استغرقوا وقتاً أطول بنسبة 19% عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مقارنة بالعمل بدونها—أي أن الذكاء الاصطناعي جعلهم أبطأ فعلياً.
تتبعت الدراسة 16 مطوراً مخضرماً في المصادر المفتوحة أثناء إتمامهم 246 مهمة برمجية واقعية على مستودعات ناضجة بلغ متوسط حجمها أكثر من مليون سطر برمجي وأكثر من 22,000 نجمة على GitHub. وتم تعيين المهام بشكل عشوائي للسماح أو منع استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، حيث استخدم المطورون بشكل أساسي Cursor Pro مع Claude 3.5 و3.7 Sonnet خلال فترة الدراسة بين فبراير ويونيو 2025.
وقد فاجأت النتائج الجميع، بمن فيهم المشاركون في الدراسة أنفسهم. حتى بعد إتمام المهام، قدّر المطورون أن الذكاء الاصطناعي زاد إنتاجيتهم بنسبة 20%، في حين أظهرت البيانات انخفاضاً بنسبة 19%. وهذا يبرز حقيقة مهمة: عندما يعتقد الناس أن الذكاء الاصطناعي سرّع عملهم، قد يكون تصورهم بعيداً تماماً عن التأثير الفعلي.
حدد باحثو METR عدة أسباب محتملة لهذا التباطؤ. فقد قضى المطورون وقتاً أطول في كتابة التعليمات للذكاء الاصطناعي وانتظار الردود بدلاً من البرمجة الفعلية. وتثير الدراسة تساؤلات مهمة حول المكاسب الإنتاجية الشاملة التي يُفترض أن تحققها أدوات البرمجة بالذكاء الاصطناعي في عام 2025.
مع ذلك، لا يعني هذا أن أدوات الذكاء الاصطناعي غير فعّالة بشكل عام. تشير METR إلى أنه في قواعد الأكواد غير المألوفة، أو المشاريع في مراحلها الأولى، أو للمبرمجين الأقل خبرة، قد تسرّع أدوات الذكاء الاصطناعي وتيرة العمل. ويخطط الباحثون لدراسات مستقبلية لاستكشاف هذه الحالات. كما يؤكدون أن هذه النتائج تعكس واقع أدوات أوائل 2025 فقط، وأن النماذج الأسرع، أو التكامل الأفضل، أو تحسين أساليب التفاعل قد تغير المعادلة.
أما بالنسبة للفرق التي تعتمد على مساعدي الذكاء الاصطناعي، فالرسالة واضحة: أدوات البرمجة بالذكاء الاصطناعي ما زالت تتطور، لكنها في شكلها الحالي لا تضمن زيادة السرعة—خاصة للمهندسين المخضرمين الذين يعملون على أكواد يفهمونها جيداً. وينبغي على المؤسسات أن تختبر الأدوات قبل الاعتماد عليها، وتقيس الأثر في بيئتها الفعلية، وألا تعتمد فقط على التصور الذاتي للسرعة.