في قرار تاريخي أُعلن في 16 مايو 2025، تسرّع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من وتيرة تبني الذكاء الاصطناعي لتحويل طريقة تقييمها للمنتجات الطبية والعلاجات الجديدة.
وجّه مفوض الإدارة، مارتن أ. مكاري، جميع مراكز إدارة الغذاء والدواء بالبدء فورًا في تطبيق الذكاء الاصطناعي، مع ضرورة تحقيق التكامل الكامل بحلول 30 يونيو 2025. يأتي هذا الجدول الزمني الطموح بعد النجاح الذي حققه البرنامج التجريبي للذكاء الاصطناعي التوليدي للمراجعين العلميين.
وأظهر البرنامج التجريبي مكاسب كبيرة في كفاءة عملية المراجعة العلمية. وقال مكاري في الإعلان: "لقد أذهلني النجاح الذي حققه أول برنامج تجريبي للمراجعة العلمية بمساعدة الذكاء الاصطناعي. علينا أن نثمّن وقت علمائنا ونقلل من الأعمال الروتينية غير المنتجة التي كانت تستهلك جزءًا كبيرًا من عملية المراجعة تاريخيًا".
وكان تأثير التقنية على كفاءة سير العمل ملحوظًا للغاية. حيث صرّح جينجونغ ليو، نائب مدير مكتب تقييم علوم الأدوية في مركز تقييم الأدوية والأبحاث التابع للإدارة: "هذه تقنية غيّرت قواعد اللعبة، فقد مكنتني من إنجاز مهام المراجعة العلمية في دقائق بعدما كانت تستغرق ثلاثة أيام".
وبحلول نهاية يونيو، ستعمل جميع مراكز الإدارة على نظام ذكاء اصطناعي توليدي موحّد وآمن، ومتكامل مع منصات البيانات الداخلية للوكالة. وتخطط الإدارة لمواصلة توسيع حالات الاستخدام، وتحسين الوظائف، والتكيف مع احتياجات كل مركز بعد التطبيق الأولي.
ويشرف على عملية التطبيق الشاملة كل من جيريمي والش، رئيس الذكاء الاصطناعي الجديد في الإدارة، وسريداهار مانثا، الذي قاد مؤخرًا مكتب المعلوماتية التجارية في مركز تقييم الأدوية والأبحاث. وكان والش قد قاد سابقًا عمليات نشر تقنيات واسعة النطاق عبر وكالات الصحة والاستخبارات الفيدرالية.
وتعد هذه المبادرة تحولاً ملحوظًا من النقاشات النظرية حول تبني الذكاء الاصطناعي في الحكومة إلى التطبيق العملي على مستوى الوكالة بالكامل. ويعكس التزام إدارة الغذاء والدواء بتحديث عملياتها خطوة متقدمة في إدارة الصحة العامة، يمكن أن تصبح نموذجًا يُحتذى به للهيئات التنظيمية الأخرى.