كشفت شركة أوبن إيه آي عن تصاعد اتجاه مجموعات صينية لاستغلال تقنياتها في الذكاء الاصطناعي لتنفيذ عمليات سرية، وذلك وفقاً لتقرير صدر في 5 يونيو. وأوضحت الشركة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، والتي قُدرت قيمتها مؤخراً بـ 300 مليار دولار بعد جولة تمويل قياسية بلغت 40 مليار دولار، أنها اتخذت إجراءات بحظر عدة حسابات مرتبطة بهذه الأنشطة.
وفي إحدى الحالات البارزة التي أطلق عليها محققو أوبن إيه آي اسم "Sneer Review"، قام مشغلو العملية بإنتاج منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي حول مواضيع سياسية حساسة تتعلق بالصين، من بينها انتقاد لعبة فيديو تتمحور حول تايوان، واتهامات كاذبة ضد ناشط باكستاني، ومحتوى متعلق بإغلاق وكالة التنمية الدولية الأمريكية (USAID). كما تضمنت بعض المنشورات انتقادات لسياسات الرسوم الجمركية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وكانت العملية متطورة بما يكفي لإنتاج منشورات وتعليقات بهدف خلق انطباع زائف بتفاعل عضوي حقيقي.
أما العملية الثانية، فقد شملت جهات تهديد مرتبطة بالصين استخدمت ChatGPT لدعم مراحل مختلفة من عملياتها الإلكترونية، بما في ذلك البحث في المصادر المفتوحة، وتعديل السكريبتات، وحل مشكلات إعداد الأنظمة، وتطوير أدوات لاختراق كلمات المرور وأتمتة وسائل التواصل الاجتماعي. وكان من المثير للقلق اكتشاف أن هذه الجهات استخدمت أدوات أوبن إيه آي لإعداد مستندات داخلية، من بينها تقارير أداء توضح تفاصيل أنشطتهم.
وكشف مثال ثالث عن عملية تأثير إعلامي مصدرها الصين، قامت بإنتاج محتوى مثير للجدل يدعم طرفي قضايا خلافية في الخطاب السياسي الأمريكي. ويبدو أن هذا النهج يهدف إلى استغلال الانقسامات السياسية القائمة بدلاً من الترويج لأيديولوجية محددة. وأوضح بن نيمو، المحقق الرئيسي في فريق استخبارات أوبن إيه آي، أن هذه العمليات تُظهر "نطاقاً متزايداً من العمليات السرية باستخدام أساليب متطورة ومتنوعة"، إلا أنها غالباً ما تم إحباطها في مراحل مبكرة قبل أن تصل إلى جمهور واسع.
وأشار تقرير أوبن إيه آي أيضاً إلى إحباط عمليات تأثير سرية من دول أخرى مثل روسيا وإيران، بالإضافة إلى عمليات احتيال مرتبطة بكمبوديا وكوريا الشمالية. وتقوم الشركة بمراقبة الأنشطة الخبيثة والإبلاغ عنها بشكل منتظم ضمن التزامها بتطوير ذكاء اصطناعي مسؤول.
ولم يصدر تعليق من وزارة الخارجية الصينية بشأن نتائج أوبن إيه آي حتى الآن.