menu
close

نماذج الذكاء الاصطناعي القائمة على الاستدلال تنتج انبعاثات كربونية أعلى بـ 50 مرة من النماذج الأساسية

كشفت دراسة رائدة أجراها باحثون في جامعة ميونخ للعلوم التطبيقية أن نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة في قدرات الاستدلال تنتج ما يصل إلى 50 ضعفًا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالنماذج الأبسط عند الإجابة على نفس الأسئلة. وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة فرونتيرز إن كوميونيكيشن، وجود توازن واضح بين الدقة والأثر البيئي. ويمكن للمستخدمين تقليل بصمتهم الكربونية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي بشكل كبير من خلال اختيار النماذج المناسبة وطلب إجابات مختصرة.
نماذج الذكاء الاصطناعي القائمة على الاستدلال تنتج انبعاثات كربونية أعلى بـ 50 مرة من النماذج الأساسية

كشف باحثون عن تكلفة بيئية كبيرة مرتبطة باعتمادنا المتزايد على أنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة. حيث أظهرت دراسة جديدة نُشرت في 19 يونيو 2025 في مجلة فرونتيرز إن كوميونيكيشن أن النماذج المدعومة بقدرات الاستدلال يمكن أن تنتج انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أعلى بـ 50 مرة من نظيراتها الأبسط عند الإجابة على نفس الأسئلة.

قاد فريق البحث ماكسيميليان داونر من جامعة ميونخ للعلوم التطبيقية، حيث قاموا بتقييم 14 نموذجًا مختلفًا من نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) تتراوح أحجامها بين 7 و72 مليار معامل. واختبر الفريق هذه النماذج عبر 1000 سؤال معياري في مجالات متنوعة مثل الرياضيات، التاريخ، الفلسفة، والجبر المجرد.

وأظهرت الدراسة أن النماذج القائمة على الاستدلال أنتجت في المتوسط 543.5 "رمز تفكير" لكل سؤال، مقارنة بـ 37.7 رمزًا فقط للنماذج المختصرة. وتؤدي هذه الخطوات الحسابية الإضافية إلى زيادة استهلاك الطاقة والانبعاثات الكربونية بشكل مباشر. وكان النموذج الأكثر دقة في الاختبار هو نموذج كوجيتو المدعوم بالاستدلال بعدد 70 مليار معامل، حيث حقق دقة بلغت 84.9%، لكنه أنتج ثلاثة أضعاف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مقارنة بنماذج مماثلة الحجم تقدم إجابات مختصرة.

وأوضح داونر: "نلاحظ حاليًا وجود توازن واضح بين الدقة والاستدامة في تقنيات النماذج اللغوية الكبيرة. لم يتمكن أي من النماذج التي أبقت الانبعاثات دون 500 جرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون من تحقيق دقة تتجاوز 80%."

كما كان لموضوع الأسئلة تأثير كبير على الانبعاثات. فمثلاً، الأسئلة التي تتطلب استدلالًا معقدًا مثل الجبر المجرد أو الفلسفة أدت إلى انبعاثات أعلى تصل إلى ستة أضعاف مقارنة بالمواضيع المباشرة مثل تاريخ المدارس الثانوية.

وأشار الباحثون إلى أن المستخدمين يمكنهم التحكم في بصمتهم الكربونية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي من خلال اختياراتهم الواعية. فعلى سبيل المثال، إذا أجاب نموذج DeepSeek R1 (بعدد 70 مليار معامل) على 600,000 سؤال، فسيولد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تعادل رحلة ذهاب وعودة بين لندن ونيويورك. وفي المقابل، يمكن لنموذج Qwen 2.5 من علي بابا (72 مليار معامل) الإجابة على نحو 1.9 مليون سؤال بنفس الدقة تقريبًا مع توليد نفس كمية الانبعاثات.

واختتم داونر قائلاً: "إذا كان المستخدمون على دراية بالتكلفة الكربونية الدقيقة لمخرجات الذكاء الاصطناعي، فقد يصبحون أكثر انتقائية في توقيت وكيفية استخدامهم لهذه التقنيات." ويأمل الباحثون أن تشجع نتائجهم على استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أكثر وعيًا واهتمامًا بالبيئة مع تزايد اندماج هذه التقنيات في حياتنا اليومية.

Source:

Latest News