menu
close

الذكاء الاصطناعي ينعش درع الصواريخ الأمريكي: من الحرب الباردة إلى القبة الذهبية

تشهد الولايات المتحدة نهضة في مجال الدفاع الصاروخي عن الوطن، حيث تطورت من شبكات الرادار التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة إلى مبادرة القبة الذهبية الطموحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي. يهدف مشروع الدفاع الذي يحمل توقيع الرئيس ترامب إلى إنشاء درع شامل ضد التهديدات الحديثة من خلال الذكاء الاصطناعي المتقدم، وأجهزة الاستشعار الفضائية، والأنظمة الذاتية. ويمثل الاستثمار الأولي البالغ 25 مليار دولار تحولًا كبيرًا نحو قدرات دفاعية مدعومة بالذكاء الاصطناعي قد تعيد تشكيل الوضع الأمني الأمريكي بشكل جذري.
الذكاء الاصطناعي ينعش درع الصواريخ الأمريكي: من الحرب الباردة إلى القبة الذهبية

خلال فترة الحرب الباردة، حافظت الولايات المتحدة على شبكة واسعة من الرادارات والصواريخ والطائرات الاعتراضية المنتشرة عبر أراضيها للدفاع ضد القاذفات والصواريخ السوفييتية. وشمل هذا الدرع الدفاعي نظام البيئة الأرضية شبه الآلي (SAGE)، الذي كان يعالج المعلومات الواردة من الرادارات الأرضية والطائرات الإنذارية المبكرة لتنسيق أسراب الاعتراض وبطاريات الصواريخ أرض-جو.

وبعد عقود، يشهد هذا النهج الدفاعي انتعاشًا من خلال مبادرة القبة الذهبية، وهو نظام دفاع صاروخي من الجيل الجديد يعتمد الذكاء الاصطناعي كأساس تكنولوجي له. وقد تم الإعلان عن المشروع في يناير 2025 بموجب أمر تنفيذي، وحصل على تمويل أولي قدره 24.7 مليار دولار من خلال مشروع قانون تسوية حديث.

وعلى عكس أنظمة الحرب الباردة السابقة، تهدف القبة الذهبية إلى إنشاء بنية دفاعية متعددة الطبقات قادرة على التصدي لمجموعة متنوعة من التهديدات، بما في ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والأسلحة الفرط صوتية، وأسراب الطائرات المسيّرة. وسيتم دمج أجهزة الاستشعار والاعتراضات الفضائية مع البنية التحتية الأرضية، لتشكيل درع شامل للوطن الأمريكي.

ويأتي الذكاء الاصطناعي في قلب هذا المشروع الطموح. وكما أوضح اللواء فرانك لوزانو في مارس 2025: "نرغب في دمج المزيد من أنظمة التحكم النيراني المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما سيساعدنا في تقليل الحاجة للعنصر البشري". ويعكس هذا النهج استراتيجية أوسع لدى البنتاغون لدمج الأنظمة الذاتية القادرة على معالجة كميات ضخمة من البيانات واتخاذ قرارات فورية دون تدخل بشري.

وقد عقدت وكالة الدفاع الصاروخي شراكات مع شركات برمجيات الذكاء الاصطناعي مثل C3 AI بموجب اتفاقية مدتها خمس سنوات بقيمة 500 مليون دولار لتسريع تبني الذكاء الاصطناعي ضمن أنظمة الدفاع الصاروخي. وتهدف هذه الشراكات إلى تطوير تطبيقات قادرة على توحيد مجموعات البيانات المتفرقة، وتوليد بصمات التهديدات بشكل أسرع، وتعزيز تحليل برامج الاختبار.

ورغم تشكيك بعض المنتقدين في جدوى وكفاءة تكلفة هذا الدرع الشامل، يرى المؤيدون أن التقدم في الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الفضاء يجعل هذا الطموح أكثر قابلية للتحقيق مقارنة بمحاولات سابقة مثل مبادرة الدفاع الاستراتيجي في عهد ريغان. ويتوقع البنتاغون تسليم القدرات الأولية بحلول أوائل 2026، مع استمرار التنفيذ الكامل حتى ثلاثينيات القرن الحالي.

ومع تسارع القوى العالمية في تطوير تقنيات الصواريخ الفرط صوتية وغيرها من الأسلحة المتقدمة، يمثل استثمار أمريكا في الدفاعات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحولًا استراتيجيًا مهمًا. وتشير مبادرة القبة الذهبية إلى عودة التركيز على الدفاع عن الوطن، ولكن بتكنولوجيا القرن الحادي والعشرين التي لم يكن من الممكن تصورها في زمن الحرب الباردة.

Source: Thegatewaypundit.com

Latest News