طورت مايكروسوفت للأبحاث نموذج الذكاء الاصطناعي الثوري «أورورا»، الذي يُحدث تحولًا جذريًا في طرق التنبؤ والاستعداد للظواهر الجوية القاسية، خاصة الأعاصير المدارية.
تم تدريب «أورورا» على أكثر من مليون ساعة من البيانات الجيوفيزيائية المتنوعة — يُعتقد أنها أكبر مجموعة بيانات تم تجميعها لنموذج ذكاء اصطناعي خاص بالطقس — وقد أظهر دقة مذهلة في توقع مسارات الأعاصير المدارية. يستطيع النموذج التنبؤ بمسارات العواصف قبل خمسة أيام مع تقليل الخطأ بنسبة تقارب 30% مقارنة بالأنظمة السابقة، ليصبح بذلك أول نموذج تعلُّم آلي يتفوق على المركز الوطني للأعاصير في توقع مسار الأعاصير المدارية خلال خمسة أيام.
تجلى تميز «أورورا» بشكل واضح عندما توقع بشكل صحيح موقع وصول إعصار دوكسوري إلى اليابسة في الفلبين قبل الحدث بأربعة أيام في يوليو 2023، في حين وضعت التوقعات الرسمية العاصفة قبالة سواحل شمال تايوان بشكل خاطئ. أما بالنسبة للعواصف في شمال الأطلسي وشرق المحيط الهادئ، فقد كانت توقعات «أورورا» أكثر دقة بنسبة 20-25% عند فترات التنبؤ التي تتراوح بين يومين إلى خمسة أيام مقارنة بالطرق التقليدية.
توضح ميغان ستانلي، الباحثة الرئيسية في فريق «أورورا» لدى مايكروسوفت للأبحاث: "كما نعلم جميعًا من حالات الأعاصير، فإن الحصول على إشعار مبكر حتى ليوم واحد فقط يمكن أن ينقذ العديد من الأرواح".
ما يميز «أورورا» هو اعتماده على نموذج الأساس، ما يسمح بتخصيصه لمهام محددة باستخدام بيانات إضافية قليلة نسبيًا. وتمنح هذه المرونة «أورورا» القدرة على التنبؤ ليس فقط بأنماط الطقس، بل بجودة الهواء، وأمواج المحيط، وغيرها من الظواهر البيئية. كما أن النموذج يولّد التوقعات خلال ثوانٍ، مقارنة بالساعات التي تتطلبها الأنظمة التقليدية المعتمدة على الحواسيب العملاقة، ما يمثل تسريعًا حسابيًا يقارب 5000 مرة.
أتاحت مايكروسوفت الشيفرة المصدرية وأوزان النموذج الخاصة بـ«أورورا» للعامة بهدف دعم أبحاث التنبؤ الجوي. كما بدأ دمج التقنية في تطبيق الطقس الخاص بمايكروسوفت MSN Weather، ويجري استخدامها في خطط الإغاثة من الكوارث في المناطق المعرضة للأعاصير المدارية.
ومع تزايد وتيرة وحدة الظواهر الجوية القاسية بفعل تغير المناخ، يمثل «أورورا» تقدمًا كبيرًا في قدرتنا على التنبؤ بهذه الأحداث والتقليل من آثارها، ما قد يسهم في إنقاذ عدد لا يُحصى من الأرواح عبر تحذيرات أكثر دقة وفي الوقت المناسب.