حوّلت فيرسل منصتها التطويرية بإطلاق "السحابة الذكية"، وهي بنية تحتية موحدة صُممت خصيصًا للتطبيقات الأصلية للذكاء الاصطناعي وأعباء العمل المدفوعة بالوكلاء الذكيين.
تم الإعلان عن المنصة خلال فعالية Vercel Ship 2025، حيث تعتمد "السحابة الذكية" على نفس المبادئ التي جعلت من سحابة الواجهة الأمامية لفيرسل ناجحة: يجب أن تنشأ البنية التحتية من الكود نفسه، وليس من الإعداد اليدوي. ما يجعل "السحابة الذكية" قوية هو أن البنية التحتية المعرفة من خلال الأطر البرمجية تقوم تلقائيًا بتحويل منطق التطبيق إلى خدمات سحابية تعمل بشكل مباشر. هذا النهج يكتسب أهمية متزايدة مع تزايد قدرة وكلاء الذكاء الاصطناعي على إنتاج ونشر الكود.
تقدم المنصة عدة مكونات رئيسية لتحسين نشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي. من بين هذه المكونات: حزمة تطوير الذكاء الاصطناعي (AI SDK) وبوابة الذكاء الاصطناعي (AI Gateway) التي تتيح التكامل مع نحو 100 نموذج ذكاء اصطناعي من مزودين مثل OpenAI وAnthropic وxAI؛ بالإضافة إلى حوسبة مرنة مع تسعير ديناميكي للمعالجات (Active CPU) لتنفيذ عمليات الذكاء الاصطناعي بكفاءة عالية وتكلفة منخفضة وزمن استجابة قليل؛ ودعم للأدوات التي تمكّن من تنفيذ الإجراءات بشكل مستقل.
توفر بوابة الذكاء الاصطناعي نقطة وصول موحدة تضمن عدم الاعتماد على مزود واحد (حيث يمكن للمطورين تبديل النماذج بسطر برمجي واحد فقط)، كما تقدم إمكانيات مراقبة لتتبع زمن الاستجابة والتكاليف، بالإضافة إلى قدرات تجاوز الأعطال التي تعيد توجيه الطلبات تلقائيًا في حال تعطل أحد المزودين.
تعاني المنصات السحابية التقليدية من صعوبة التعامل مع أعباء العمل المعتمدة على الإدخال والإخراج مثل استدلال الذكاء الاصطناعي والوكلاء الذين يحتاجون إلى التوسع الفوري مع بقائهم في حالة خمول بين العمليات. تعالج الحوسبة المرنة هذه المشكلة من خلال التخلي عن نموذج السحابة التقليدي الذي يعتمد على تشغيل مثيل منفصل لكل طلب. وبدلاً من ذلك، يتم تنظيم الموارد بذكاء عبر الطلبات المتعددة، ما يسمح بمشاركة الموارد بين عدة طلبات متزامنة. وقد أفادت الفرق التي استخدمت هذه التقنية بتحقيق وفورات في التكاليف تصل إلى 85%.
أما من ناحية الأمان، فيوفر "فيرسل ساندبوكس" بيئة تنفيذ معزولة ومؤقتة لتشغيل الأكواد غير الموثوقة. تدعم هذه البيئة Node.js وPython، ويمكنها التوسع إلى مئات البيئات المتزامنة، كما تتيح للمطورين بث السجلات، وتثبيت الاعتمادات، والتحكم في سلوك وقت التشغيل داخل حاويات آمنة مع أوقات تنفيذ تصل إلى 45 دقيقة.
يمثل هذا الإطلاق تطورًا كبيرًا في منصة فيرسل، ويأتي في وقت بدأت فيه شركات ذكاء اصطناعي أخرى مثل أنثروبيك بتشديد حدود الاستخدام على أدوات المطورين. فمنذ 14 يوليو، فرضت أنثروبيك قيودًا غير متوقعة على استخدام Claude Code، خاصةً بالنسبة للمستخدمين الكثيفين على خطة Max التي تكلف 200 دولار شهريًا، حيث واجه المستخدمون رسائل غامضة مثل "تم الوصول إلى حد استخدام Claude" دون أي إشعار مسبق بالتغييرات.
تضع "السحابة الذكية" من فيرسل الشركة في موقع ريادي كمزود بنية تحتية في منظومة تطوير الذكاء الاصطناعي المتسارعة، من خلال تقديم حل مبسط للفرق التي تعمل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي.