أجلت شركة أوبن إيه آي مرة أخرى إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر الخاص بها، مما أدى إلى تأخير ما كان من المفترض أن يكون أول نموذج متاح للتنزيل المجاني من الشركة منذ إصدار GPT-2 في عام 2019.
وأعلن الرئيس التنفيذي سام ألتمان في 12 يوليو أن الشركة بحاجة إلى "وقت إضافي لإجراء اختبارات أمان إضافية ومراجعة الجوانب عالية المخاطر" قبل طرح النموذج للجمهور. ويمثل هذا التأجيل الثاني بعد تأجيل أولي في يونيو، حين لمح ألتمان إلى أن الفريق حقق شيئًا "غير متوقع ومدهش للغاية" وسيكون "جديرًا بالانتظار".
وتكتسب هذه الخطوة أهمية خاصة، إذ لا يمكن استرجاع النماذج ذات الأوزان المفتوحة بسهولة بعد نشرها. وقال ألتمان عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "رغم ثقتنا في أن المجتمع سيبني أشياء رائعة بهذا النموذج، إلا أنه بمجرد نشر الأوزان لا يمكن سحبها. هذا أمر جديد بالنسبة لنا ونرغب في تنفيذه بالشكل الصحيح".
وبحسب تقارير الصناعة، من المتوقع أن يمتلك نموذج أوبن إيه آي المفتوح قدرات استدلالية مماثلة لنماذج السلسلة o الخاصة بالشركة، وتم تصميمه ليكون الأفضل في فئته مقارنة بالبدائل المفتوحة الأخرى. وكانت الشركة تخطط لإتاحته عبر منصات سحابية متنوعة مثل Azure وHugging Face، مما يتيح للمطورين تشغيله محليًا أو دمجه في منتجاتهم.
ويأتي هذا التأجيل في ظل احتدام المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر. فقبل إعلان أوبن إيه آي بيوم واحد فقط، أطلقت الشركة الصينية الناشئة Moonshot AI نموذج Kimi K2، وهو نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر يضم تريليون معلمة ويقال إنه يتفوق على GPT-4.1 من أوبن إيه آي في العديد من اختبارات البرمجة. وفي وقت سابق من هذا العام، أثارت DeepSeek ضجة في القطاع من خلال نموذجها R1 الذي أظهر أداءً مماثلًا للنماذج المغلقة ولكن بتكلفة تطوير أقل بكثير.
وبالنسبة لأوبن إيه آي، يمثل إطلاق النموذج المفتوح تحولًا استراتيجيًا. فعلى الرغم من اسمها، ركزت الشركة في السنوات الأخيرة على النماذج مغلقة المصدر. ويشير محللو الصناعة إلى أن التوجه نحو المصدر المفتوح جاء جزئيًا استجابة للطلب المتزايد من المؤسسات على حلول ذكاء اصطناعي مرنة يمكن تشغيلها عبر منصات وبيئات مختلفة.