يثبت نظام العالِم المساعد بالذكاء الاصطناعي متعدد الوكلاء من جوجل جدارته كأداة بحث قوية من خلال تحقيق اكتشافات علمية حقيقية كان من الممكن أن تستغرق سنوات من الباحثين للوصول إليها.
بدافع من التحديات التي تواجه عملية الاكتشاف العلمي الحديثة، طورت جوجل العالِم المساعد بالذكاء الاصطناعي كنظام متعدد الوكلاء مبني على Gemini 2.0. صُمم هذا النظام ليكون أداة تعاونية للعلماء، تحاكي عملية التفكير التي يقوم عليها المنهج العلمي.
وبخلاف أدوات مراجعة الأدبيات والتلخيص التقليدية، يهدف العالِم المساعد بالذكاء الاصطناعي إلى اكتشاف معرفة جديدة وأصيلة وصياغة فرضيات بحث مبتكرة بناءً على الأدلة السابقة ووفقاً لأهداف البحث المحددة. عند تزويده بهدف بحثي بلغة طبيعية، يقوم النظام بتوليد فرضيات جديدة، ونظرات عامة مفصلة حول البحث، وبروتوكولات تجريبية.
تجلت قدرات النظام بشكل لافت عندما تحداه أستاذان من كلية إمبريال كوليدج لندن، هما خوسيه بيناديس وتياغو كوستا، بسؤال معقد حول تطور البكتيريا. فقد قضى مختبر بيناديس عقداً من الزمن في محاولة حل كيفية تمكن جزر كروموسومية قابلة للتحفيز بواسطة العاثيات (cf-PICIs) من تبديل الذيول لإصابة أنواع بكتيرية مختلفة. وقبل نشر نتائجهم، قرروا اختبار العالِم المساعد بالذكاء الاصطناعي من خلال عرض بياناتهم غير المنشورة عليه لمعرفة ما إذا كان سيصل إلى نفس الاستنتاج.
وكانت النتيجة مذهلة. فقد حدد الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح أن cf-PICIs تنتج أغلفتها الخاصة وتغلف حمضها النووي، معتمدة فقط على ذيول العاثيات لعملية النقل. كما اكتشف أن cf-PICIs تطلق أغلفة غير معدية وخالية من الذيول تحتوي على حمضها النووي في البيئة، والتي تتفاعل بعد ذلك مع ذيول عاثيات من أنواع مختلفة لتكوين جزيئات هجينة قادرة على حقن الحمض النووي في أنواع بكتيرية مختلفة حسب الذيل المستخدم.
وأشار البروفيسور بيناديس إلى أن فريقه كان مقيداً بالتحيزات الخاصة بهم: "كنا متحيزين. لسنوات عديدة، كنت أعتقد—وكل من يعمل في بيولوجيا العاثيات يعتقد—أنه بعد العدوى، ما يوجد هو جزيئات معدية مع الغلاف والذيل. لم نفهم لماذا كانت لدينا PICIs يمكن تحفيزها ولكن لا تنتقل... كنا متحيزين لدرجة أننا لم نرَ ما كان يحدث فعلاً."
وقد تم التحقق من أداء العالِم المساعد بالذكاء الاصطناعي خارج هذا المثال الفردي. ففي مجموعة فرعية من 11 هدفاً بحثياً، قام خبراء المجال بتقييم مخرجات النظام مقارنةً بمعايير أخرى ذات صلة. وعلى الرغم من صغر حجم العينة، رأى الخبراء أن العالِم المساعد بالذكاء الاصطناعي لديه إمكانيات أعلى للجِدة والتأثير، وفضلوا مخرجاته مقارنة بالنماذج الأخرى.
ولتسهيل الاستكشاف المسؤول لإمكانات العالِم المساعد بالذكاء الاصطناعي، تتيح جوجل الوصول إلى النظام للمنظمات البحثية من خلال برنامج المختبرين الموثوقين. ومع تزايد تعقيد وتداخل التحديات العلمية، يمكن لأدوات مثل العالِم المساعد بالذكاء الاصطناعي أن تسرّع بشكل كبير وتيرة الاكتشاف من خلال مساعدة الباحثين على تجاوز تحيزاتهم الذاتية وتحديد اتجاهات بحثية واعدة جديدة.