يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في تقنيات البطاريات بطرق قد تسرّع التحول العالمي نحو الطاقة المستدامة. فقد نجحت منصة MatterGen، وهي نظام ذكاء اصطناعي متطور يركز على تصميم المواد، في ابتكار أنودات بطاريات مبتكرة تتطلب 70% أقل من الليثيوم مقارنة بالتصاميم التقليدية مع الحفاظ على نفس الأداء.
يمثل هذا النهج القائم على الذكاء الاصطناعي تحولاً جذرياً في علم المواد، حيث لا يعتمد على أساليب التجربة والخطأ التقليدية أو الفحص الحاسوبي للمواد الحالية، بل يقوم MatterGen بتوليد مواد جديدة كلياً مصممة خصيصاً لتلبية متطلبات محددة. وقد تم تدريب النظام على مجموعات بيانات ضخمة حول خصائص المواد والهياكل البلورية، مما مكنه من فهم العلاقات المعقدة بين التركيب والأداء.
وقد أدركت وحدة البحث والتطوير في تويوتا إمكانات هذا الابتكار، والتزمت بإجراء تجارب في مصانع تجريبية تبدأ في مطلع عام 2026. وتعتبر الشركة اليابانية، التي تستثمر بشكل كبير في تقنيات البطاريات من الجيل الجديد، أن ابتكار MatterGen يُكمل جهودها المستمرة في مجال البطاريات الصلبة وحلول تخزين الطاقة المتقدمة الأخرى.
تتجاوز آثار هذا التطور مجرد توفير التكاليف، إذ إن تعدين الليثيوم له تأثيرات بيئية كبيرة، منها استهلاك المياه وتدمير المواطن الطبيعية. ومن خلال تقليل الحاجة إلى الليثيوم بنسبة 70%، يمكن للمصنعين تقليص البصمة البيئية لإنتاج البطاريات بشكل كبير وتخفيف الضغوط على سلاسل التوريد لهذا المعدن الحيوي.
أما بالنسبة للمستهلكين، فقد تعني هذه التقنية سيارات كهربائية بأسعار أكثر تنافسية وبمدى قيادة مماثل أو أفضل. وعلى مستوى تخزين الطاقة على نطاق الشبكة، يمكن أن تجعل التقنية تخزين الطاقة المتجددة أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية، مما يدعم التوسع في استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ومع استمرار تطور تقنيات البطاريات، يبرز تصميم المواد المدعوم بالذكاء الاصطناعي كأداة قوية لتسريع الابتكار. ويبرهن إنجاز MatterGen على قدرة الذكاء الاصطناعي في حل التحديات المعقدة على المستوى الجزيئي، ما قد يغيّر قواعد اللعبة في الصناعات المعتمدة على المواد المتقدمة.