menu
close

ثورة الوظائف بفعل الذكاء الاصطناعي: وعد أم خطر على القوى العاملة في 2025؟

يعمل الذكاء الاصطناعي على تحويل سوق العمل العالمي بسرعة، حيث يتوقع الخبراء حدوث اضطرابات كبيرة بحلول عام 2025. ووفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، قد يؤدي الذكاء الاصطناعي والأتمتة إلى إلغاء 85 مليون وظيفة بحلول 2025، بينما قد تظهر 97 مليون وظيفة جديدة، ما يخلق صافي زيادة قدرها 12 مليون وظيفة عالميًا. ومع ذلك، لا يزال العديد من الموظفين غير مدركين للتغيرات القادمة، في حين أن صانعي السياسات لم يستوعبوا بعد تداعياتها، والمديرون التنفيذيون للشركات مترددون في مناقشة احتمالية فقدان الوظائف. هذا الانفصال دفع قادة صناعة الذكاء الاصطناعي مثل الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic، داريو أمودي، إلى التحذير من أن الذكاء الاصطناعي قد يقضي على نصف وظائف المبتدئين في المهن المكتبية خلال خمس سنوات.
ثورة الوظائف بفعل الذكاء الاصطناعي: وعد أم خطر على القوى العاملة في 2025؟

إزاحة الوظائف بفعل الذكاء الاصطناعي لم تعد تهديدًا مستقبليًا—بل أصبحت واقعًا نعيشه اليوم. المسألة لم تعد مرتبطة بالمستقبل البعيد؛ بل بالربع الحالي. الشركات لم تعد تخطط فقط؛ بل بدأت بالفعل في التنفيذ. أصبح خيار البقاء ثنائيًا: إما إتقان الذكاء الاصطناعي أو مواجهة خطر التهميش.

وفقًا لتقرير مستقبل الوظائف لعام 2025 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، يعتزم 41% من أصحاب العمل حول العالم تقليص قواهم العاملة خلال السنوات الخمس المقبلة بسبب أتمتة الذكاء الاصطناعي. لكنهم لا ينتظرون خمس سنوات—فالتحول يحدث الآن.

لم تعد الشركات تقتصر على خفض التكاليف؛ بل بدأت تستبدل وظائف كاملة بالبرمجيات. البيانات تثير القلق بشكل خاص للخريجين الجدد. أظهرت أبحاث SignalFire أن شركات التكنولوجيا الكبرى خفضت توظيف الخريجين الجدد بنسبة 25% في عام 2024 مقارنة بعام 2023. هذه ليست مجرد تباطؤ في التوظيف—بل هي وظائف لم تعد موجودة.

تشير أبحاث بلومبرغ إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يستبدل 53% من مهام محللي أبحاث السوق و67% من مهام مندوبي المبيعات، بينما تواجه الوظائف الإدارية خطر أتمتة يتراوح بين 9% و21% فقط. ويتوقع داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic، أن الذكاء الاصطناعي قد يقضي على نصف جميع وظائف المبتدئين في المهن المكتبية خلال خمس سنوات.

ربما يكون التأثير الأوسع للذكاء الاصطناعي ليس في إلغاء أو خلق وظائف بالكامل، بل في تحويل الأدوار الحالية. بحلول عام 2025، من المتوقع أن تشهد 60% من جميع الوظائف أتمتة أو تعزيز ما لا يقل عن 30% من مهامها بواسطة الذكاء الاصطناعي. وتقدّر دراسة لمعهد ماكينزي العالمي أنه بحلول عام 2030، قد يساهم الذكاء الاصطناعي في خلق ما بين 20 إلى 50 مليون وظيفة جديدة عالميًا في مجالات مثل الرعاية الصحية والتكنولوجيا والمالية وغيرها. ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، تظهر أدوار ومهارات جديدة، مما يتطلب نهجًا استباقيًا في تطوير المهارات. من المتوقع أن تشهد المهن التي تجمع بين الخبرة التقنية والمهارات الإنسانية الفريدة، مثل الإبداع والتفكير النقدي والذكاء العاطفي، نموًا كبيرًا. وتزداد أهمية الأدوار المرتبطة بالذكاء الاصطناعي مثل المتخصصين في الذكاء الاصطناعي، وعلماء البيانات، ومهندسي تعلم الآلة، ومهندسي الروبوتات في مختلف القطاعات.

مع استبدال الذكاء الاصطناعي التوليدي لملايين من وظائف المبتدئين في المهن المكتبية، تظهر أدوار جديدة في قطاعات متنوعة. تتطلب هذه الأدوار مهارات متقدمة، وغالبًا ما تتطلب إعادة تأهيل في مجالات مثل فهم البيانات، والتفكير المنظومي، والتفكير النقدي. سيحدث خلق الوظائف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي بوتيرة أسرع مما يعتقد الكثيرون، وقد بدأ بالفعل في عام 2025. تعكس مسميات الوظائف الجديدة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي تزايد التخصص، مثل مهندس الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومهندس الرؤية الحاسوبية، وأخصائي تدريب الذكاء الاصطناعي عن بُعد، وهي مجالات متخصصة يزداد الطلب عليها. تعكس هذه الوظائف تعقيد أنظمة الذكاء الاصطناعي المتنامي، حيث أصبح التخصص أكثر عمقًا وتجزئة. ويظهر اتساع وعمق نمو الوظائف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي أن الأمر لم يعد مقتصرًا على شركات التقنية أو الأدوار العامة—بل أصبح قوة عالمية تعيد تشكيل القوى العاملة في جميع القطاعات.

وفقًا لأبحاث مع منظمات عالمية، بحلول عام 2025 سيحتاج 54% من الموظفين إلى إعادة تأهيل كبيرة، وسينخفض عمر المهارات المهنية من 5 سنوات إلى 2.5 سنة، وسيحصل المحترفون الذين يجمعون بين الخبرة في مجالاتهم ومعرفة الذكاء الاصطناعي على رواتب أعلى بنسبة 35%. بالنسبة للمنظمات، يعني ذلك الاستثمار المكثف في تطوير القوى العاملة وخلق بيئات تعلم مستدامة. أما بالنسبة للمهنيين، فأصبح تطوير المهارات المستمر أمرًا ضروريًا وليس مجرد ميزة تنافسية. يتجاوز تأثير الذكاء الاصطناعي تغيير الوظائف الفردية ليقود تحولات جوهرية في كيفية تنظيم العمل وإدارته وتنفيذه. بحلول عام 2025، سنشهد ظهور هياكل عمل جديدة تتولى فيها أنظمة الذكاء الاصطناعي معالجة البيانات والتعرف على الأنماط واتخاذ القرارات الروتينية، بينما يقدم الموظفون الحكم البشري والإبداع والمهارات الشخصية.

يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يحول مستقبل الوظائف من خلال التعاون بين الإنسان والآلة. ووفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، تبقى المهارات البشرية المحورية ضرورية حتى في بيئات العمل المتطورة تقنيًا. تؤكد هذه النتيجة الحاجة الملحة لجعل إعادة التأهيل وتطوير المهارات استراتيجيات دائمة لسد فجوات المهارات الناشئة. يجب على أصحاب العمل إعطاء الأولوية لهذه الاستراتيجيات لمساعدة الموظفين على الانتقال إلى أدوار تجمع بين الخبرة التقنية والقدرات الإنسانية الأساسية. من خلال الاستثمار في تطوير المواهب القابلة للتكيف، يمكن للشركات بناء قوى عاملة مستعدة لتحديات المستقبل. وتشير أحدث النتائج إلى أن 50% من القوى العاملة أكملوا تدريبات ضمن برامج التعلم والتطوير، وهو تحسن ملحوظ مقارنة بنسبة 41% في عام 2023. هذا الاتجاه التصاعدي يظهر في معظم القطاعات، مما يؤكد الاعتراف المتزايد بأهمية تطوير المهارات المستمر في جميع الصناعات.

Source: Martech.zone

Latest News